ماذا نقول إذا قال المؤذن صلوا في بيوتكم، بعد ظهور فيروس كورونا (كوفيد 19) في جميع دول العالم، ومن إجراءات الوقاية التي اتبعتها الكثير من الدول في التباعد الاجتماعي وفرض قيود حظر التجول التي مست جميع نواحي الحياة واثرت على التجمعات والأماكن العامة المكتظة، اتخذت كثير من الدول الإسلامية قرارا بإغلاق المساجد واقتصر نشاطها على رفع الاذان وإقامة الصلاة فقط من خلال مكبرات الصوت، في مقالنا التالي سنتعرف على القول الواجب عند سماع المؤذن يقول صلوا في بيوتكم او صلوا في رحالكم، واليكم التفاصيل.
ماذا نقول إذا قال المؤذن صلوا في بيوتكم
كان لابد من اتخاذ التدابير اللازمة لمكافحة فيروس كورونا والذي ينتقل بالعدوى من شخص لأخر، وهو ما أدى الى اغلاق المساجد، وأصبح المؤذن يقول “صلوا في بيوتكم” او “صلوا في رحالكم” فماذا يتوجب على المسلم من قول.
- اجمع العلماء على جواز ان يقول المؤذن (صلوا في رحالكم) أو (صلوا في بيوتكم)، في حال كان هناك عذر من رياح شديدة او مطر أو برد قارس، فحياة الانسان واجب الحفاظ عليها.
- وعلى قياس ذلك من الاسباب الداعية لترك الصلاة في المسجد وباء كورونا القاتل، وتجب حماية النفس من الهلاك لثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويصح أن يقول المؤذن “صلوا في رحالكم” بعد تمام الأذان، أو يقولها بدلاً من قوله “حي على الصلاة”.
- روى البخاري ومسلم عَنْ نَافِع، قَالَ ” أَذَّنَ ابْنُ عُمَرَ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ بِضَجْنَانَ، ثُمَّ قَالَ: صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ، فَأَخْبَرَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْمُرُ مُؤَذِّنًا يُؤَذِّنُ، ثُمَّ يَقُولُ عَلَى إِثْرِهِ: ” أَلاَ صَلُّوا فِي الرِّحَالِ ” فِي اللَّيْلَةِ البَارِدَةِ، أَوِ المَطِيرَةِ، فِي السَّفَرِ.
- اذن في قول رسول الله ” أَلاَ صَلُّوا فِي الرِّحَالِ ” على إثره أي بعد الاذان، لهو دليل على أنها تقال بعد الأذان.
هل يجوز قول “صلوا في رحالكم” بدلا من “حي على الصلاة”
هناك حديث صريح يدل على جواز قول “صلوا في رحالكم” بدلا من ” حي على الصلاة” فقد روى البخاري ومسلم عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ قَالَ لِمُؤَذِّنِهِ فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ : ” إِذَا قُلْتَ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ ، فَلَا تَقُلْ : حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ ، قُلْ : صَلُّوا فِي بُيُوتِكُمْ ” ، قَالَ : فَكَأَنَّ النَّاسَ اسْتَنْكَرُوا ذَاكَ ، فَقَالَ: ” أَتَعْجَبُونَ مِنْ ذَا ؟! ، قَدْ فَعَلَ ذَا مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي ، إِنَّ الْجُمُعَةَ عَزْمَةٌ ، وَإِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أُحْرِجَكُمْ ، فَتَمْشُوا فِي الطِّينِ وَالدَّحْضِ”.
- وعلل ذلك العراقي رحمه الله ” بأنَّ قَوْلَهُ صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ، يُخَالِفُ قَوْلَهُ حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، فَلَا يَحْسُنُ أَنْ يَقُولَ الْمُؤَذِّنُ تَعَالَوْا، ثُمَّ يَقُولُ: لَا تَجِيئُوا.
- وجمع الحافظ ابن حجر رحمه الله بين الروايتين، فقال: “ويمكن الجمع بينهما -ولا يلزم منه ما ذكر- بأن يكون معنى الصلاة في الرحال: رخصة لمن أراد أن يترخص، ومعنى هلموا إلى الصلاة: ندب لمن أراد أن يستكمل الفضيلة، ولو تحمل المشقة “.